أ/ سامي محسن الحجري
وقت قيام الجمهورية الصينية كانت نسبة البطالة عالية وكان النظام الاقتصادي اقطاعي والفقر يعم البلاد والصراعات الداخلية مستمرة، وكذلك وجود الاحتلال الياباني واستمر هذا الحال إلى سيطرة الحزب الشيوعي على السلطة سنة 1949م، بعد أن أنهو معركتهم مع القوميين، وحدث تغير في نظام الدولة من نظام اقطاعي رأس مالي إلى شيوعي اشتراكي لينيني ماوي، وقد استطاع الحزب الشيوعي السيطرة على هذه البلاد المترامية الأطراف، وأحدث تغير في النظام إذ أضحت مجالات الاقتصاد بيد الدولة عبر التدخل المباشر في إدارتها، حيث كانت الصين تعتمد على الزراعة بشكل كبير، فقد علمت الدول على انشاء خطط للإصلاح الزراعي والتحكم بالصناعة عبر كنتونات عائلية في الريف سواء في الزراعة او الصناعة.
واستطاعت أن تنجح في المجال الصناعي وفشلت في إدراه المجال الزراعي, وفي هذه الفترة لم يكن لدى الصين أي شركاء تجاريين ولا علاقات دبلوماسية واسعة، كانت الصين تعتمد كليا على الاكتفاء الذاتي أو بعض دول مثل الاتحاد السوفيتي وتشكوسلوفاكيا، و بدأت سياسية الإصلاح والانفتاح بعد وفاة ماو تسي تونج عبر مهندسها دونج شياو بينج حيث بدأت سياسة الدولة تتغير عبر منح الحق للمزارعين حق امتلاك الأراضي مما ساعد في تحسين مستوى معيشتهم، كما تطلع الحزب الحاكم والشعب إلى الحياة السعيدة وجعله هدفه ومحور كفاحه، وبدا الحزب الاشتراكي اللينيني الماوي التحول إلى حزب اشتراكي صيني ذو خصائص صينية حيث أحدثت إصلاحات سياسية كبيرة لتعميم التصحيح على نحو شامل، وهو تحسين وتطوير نظام الاشتراكية عبر التمسك باتجاه الإصلاح الاقتصاد السوق الاشتراكي، وتمشي السوق من لعب دوره الحاسم في توزيع الموارد وكان من ضمن الخطوات لدفع التنمية الاقتصادية كما سعت الصين لتحقيق النهضة عبر:
توثيق الاتصال بين الحزب وجماهير الشعب :
عبر التمسك بقوة بالأفكار الارشادية والاهداف والمهام والأنشطة التوعوية والتطوعية , وتبني نشر أسلوب الصرامة,و ممارسة الاقتصاد وحسن التدبير .
تعزيز جهود مكافحة الفساد وبناء النزاهة:
عبر حصر السلطة في دائرة الأنظمة واللوائح والانطلاق من نظرية الاصلاح والانفتاح ومفهوم التنمية العلمي والتمسك بالسياسة المتمثلة في معالجة الفساد من فروعه وجذوره, ومعاقبة الفساد والوقاية منه بشكل اكثر علمية وفعالية, تحديث الحزب وبناء النزاهة والنضال ضد الفساد على متقلبات العصر وعلى ضوء الحكم التاريخية.
رفع مستوى قيادة الحزب:
عبر اتباع التخطيط الجيد (ترك التشدق بالكلام الفارغ الذي يسبب ضررا لدولة والعمل الحقيقي يحقق ازدهارا للدولة) التركيز على الدراسة المتعلقة بالمستقبل وتدريب واختيار الكوادر الجيدة التي يحتاجها الحزب والشعب، حيث يولي الحزب اهتماما بالغا لاختيار وتعين البارزين القادرين وتعين الكوادر باعتبارها مسالة محورية وجذرية تتعلق بقضية الحزب والدولة والمعيار الجيد للاختيار هو الجمع بين الأخلاق والكفاءة .
دفع تحديث الدفاع الوطني وعصرنة الجيش :
عبر سيطرت القيادة على الجيش سياسيا وتنظيميا وايديولوجيا, واعتبار القدرة القتالية المعيار الوحيد لقياس اعمال تطوير الجيش, كما يتم التنسيق بين التنمية الاقتصادية والقدرات الدفاعية وبين أثراء الدولة وتقوية الجيش وتعزيز التكامل بين التنمية العسكرية والمدنية ودمج القوى العسكرية والقوى المدنية في مشاريع البنية التحتية وغيرها من المجالات المهمة.
توسيع الخطوط للانفتاح على العالم الخارجي:
حيث أتت الخبرات وعمليات التصنيع وتقنية المعلومات والحضرنة والتحديث الزراعي بمجال واسع للسوق الصينية بعد أخذ الخبرات التصنيعية والتجارية وكسر الحمائية دخلت الصين منظمة التجارة العالمية وغزت منتجاتها ذات القيمة الإنتاجية الرخيصة العالم منافسة اليابان وألمانيا، وصولا إلى التربع في قمة الهرم مقارعة الولايات المتحدة الامريكية, وبعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني قررت تنفيذ خطة استراتيجية للانتقال للتنمية القائمة على الابتكار فبدأت التخصصات الاكاديمية التقليدية تندمج وتتشابك بخطى متسارعة والتخصصات الحديثة تبرز وتتدفق، ولاحت الابتكارات العلمية والتكنولوجية ظاهرة بميزة جديدة عبر ثورة الروبوتات، حيث من المرجع أن ثورة الروبوتات ستكون ثورة صناعية ثالثة والصين ستكون اكبر سوق للروبوت في العالم حسب توقعات الاتحاد الدولي للروبوتات والتي بدورها ستبلغ قيمة هذه السوق تريليونات من الدولارات الأمريكية، وكما هو معلوم أن معالجة البيانات الضخمة والحوسبة الفضائية وشبكة الاتصالات النقالة تندرج بسرعة إلى تقنية الروبوت والتي بدورها تتطور في فن الطباعة الثلاثية الأبعاد وتقنية الذكاء الاصطناعي بسرعة، والتي بدورها تودي إلى دفع الصناعات الحديثة المقترنة بها طائرات بلا طيار والسيارات بلا سائق والروبوتات الخادمة للمنازل والمؤسسات.
يرى أصحاب الرأي في العالم أن الروبوت هو درة على تاج الصناعة, وصناعته والبحث فيه واستخدامه مؤشرًا مهما لمستوى الدولة وهذا ما تسعى إليه المؤسسات والدول في التسابق لتوسيع النفوذ والسيطرة على قمم التكنولوجيا والأسواق.