شدو البلابل

نَـامِـي فَــلا مَـغـزَى ولا مَـعـنَى

لِـحَـديثِنا الـمُـعتَادِ يَــا (لُـبـنَى)

نَــامِــي فَـلـيـلِي حَــالِـكٌ وأَنَـــا

مُـنـذُ ابْـتِـدَاءِ حَـيـاتِنا مُـضـنَى

لا تَــســألِـي عَـــمَّــا يُــؤرِقُـنـي

لَـنْ تَـفهَمي فـي عَـينِيَ الـحُزنا

فَـدَعِي جَرُوحِي اليَومَ صَامِتةً

يَــا حُـلـوتِي ولـتُطبِقي الـجَفنا

لَـــمْ يَـبـقَ لِـلإصـبَاحِ مِــنْ أَثَــرٍ

فَـمَتى يَـزُولُ الَّـليلُ أوْ يَـفنَى؟

يَــــا لَــيـلـةً حُــبـلَـى بِـأَسـئِـلـةٍ

ومَـخَـاضُـها يَـسـتَنزِفُ الـذِهـنا

نِـصفِي هُـنَا والـنِصفُ غَـادَرَني

هَــجَــرَ الـمَـلالَـةَ بَـاحِـثـاً عَــنَّـا

مَـا قِـيمَـةُ الإحسَـاسِ فَـاتِنتي

إِنْ لَـــمْ يَثُـرْ فـي غَـفـلَـةٍ مِـنَّـا

لا تَـحسَبي شَـدوَ الطُيورِ غُنَـى

فَــلَـرُبَّـمـا كَــــانَ الــغُـنَـى أَنَّــــا

تَـشْدو البَلابِلُ وهْيَ في قَفَصٍ

لِـتَـصُوغَ مِــنْ أَوجَـاعِـها لَـحـنا

يَا حَرفِيَ المَصلُوبَ في شَـفَتي

وأَنِــيــنُـهُ لَــــمْ يَــبـلُـغِ الأُذْنَــــا

كَـلِـمَاتُنا فــي الـحُـبِ سَـيدَتي

صَـارَتْ لَـنَا الـسَّجَّان والـسِجنا

ورَسَـائِلُ الـعِشقِ الَّـتي سَـلَفتْ

أَضـحَـتْ أَقَـاويـلاً بِــلا مَـعـنى

نَــامِـي إِذَنْ واسْـتَـسلِمي لِـغَـدٍ

عِــبـئـاً عَــلَـى أَكـتَـافِـهِ صِــرنَـا