غاره قلبُهُ وأنتم كتابُهْ
فإذا احتار دلَّهُ أصحابُهْ
يتهجى بقلبه واقعَ النا
سٍ الحيارى ورِعشةٌ تنتابُه
وإذا ارتاب دثرته ابتهالاتٌ
يتيماتٌ ضوؤهنّ ثيابُه
كان يُوحى إليه أنّ حروبا
سوف تأتي وسوف يكسرُ بابُه
وغدًا من طفولة ليس يدري
من أبوّاتُهُ ومن أحبابُه
وإذا انشقت المجازات قالت
إن يوم الحساب حان اقترابُه
فكرة الموت لم تكن أرقته
أرقته كما يظن سغابه
والعلامات حوله تتلاشى
ولهذا يزاد منه ارتيابه
كلما حاول التذكر ينسى
أنما يُفقدُ الحياةَ التشابه
الغريب الذي عرفتم، بلاد
حاصرته... مدينة تغتابُه
كان يخشى على الحياة ويخشى
تهلك العالم الكبير ذئابُه
ريثما يتقن الزمان روايا
ت الأساطير تستعد ركابه
يملأ الوقت حكمة يتقصى
سابقيه لذا يطول غيابه
يسأل الماء حين يولد ماذا
سوف يحكي إذا استهل شبابه
وإذا الكائن الترابي ألقى
حكمة الماء عنه شاخ ترابه
ليس من معجزاته أنه قد
خذلته قصيُّهُ وكلابُه
إنما في خطاه شعب رؤاه
جوعه، قوت يومه أحزابه
وانتظارٌ أحدُّ من خنجر الوق
ت ووعدٌ أحثُّ منه سحابه
وصباح من فضة ومساءٌ
من نحاسٍ غدا يكون انصبابه
إن من معجزاتِه كتابا عسيرا
فهمه إنما له أسبابُه
تتناهى فصوله حيث يبدو
زمن سيد الفصول انقلابه
أيهذا البعيد قالت رياح
إنما يبدع الغريب اغترابه