أدت سيطرة ميليشيا الحوثي على السوق النفطية وتحولها إلى سلعة تحتكرها الجماعة، إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع الغذائية بسبب ارتفاع اجور النقل إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي ما دفع المزارعين في الكثير من المناطق إلى التوقف عن زراعة المحاصيل والاتجاه نحو زراعة القات.
وفيما كانت وديان وقيعان وأراضٍ زراعية شاسعة تشتهر بزراعة المحاصيل وتغذي السوق المحلية بالحبوب المتنوعة ويحقق انتاجها من الذرة بمختلف أنواعها والقمح والشعير اكتفاءً ذاتيا للمواطنين في الكثير من المناطق الزراعية، تحولت هذه المساحات الزراعية إلى زراعة القات بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف وأجور النقل، ما سيتسبب في تدمير واستنزاف متسارع للتربة والمياه الجوفية.
ودفعت الأزمات المتلاحقة في المشتقات النفطية التي تفتعلها الميليشيا وارتفاع أسعارها وصعوبة حصول المزارعين عليها، إلى ارتفاع تكاليف الانتاج الزراعي وانهيار جدواه الاقتصادية إذا ما قورن حجم الانتاج مع التكاليف الباهظة الأمر الذي دفع المزارعين للتوقف عن زراعة محاصيل الحبوب والاتجاه لزراعة القات الذي أصبحت زراعته تحتل المرتبة الأولى وتحظى بالأولوية.
وفي الوقت الذي ترفع ميليشيا الحوثي شعار "اليمن نحو الاكتفاء الذاتي" وتزعم أنها حققت نجاحات زراعية، تنحسر زراعة المحاصيل فيما تشهد زراعة القات اتساعا وتمددا في قاع جهران ومحمية عتمة الطبيعية والكثير من المناطق، ما يشير إلى أن أمن اليمن الغذائي يشهد انهياراً كارثياً، ويؤكد أن حديث الميليشيا عن زراعة مساحاتٍ شاسعة في الجوف وتهامة، مجرد شعارات جوفاء تستغلها لبسط نفوذها وتثبيت سيطرتها وملكيتها للأراضي التي نهبتها في محافظة الجوف والسهل التهامي.
ووفقا لمراقبين فإن التوسع الكبير في زراعة القات الذي انتشرت في السنوات الأخيرة، واتساع رقعته الزراعية في قاع جهران أكبر قيعان اليمن الذي يشتهر بزراعة المحاصيل وفي مقدمتها القمح وتمدد زراعته في محمية عتمة والكثير من الأودية في مديريات أخرى، يشير إلى توجهات حوثية لتدمير الزراعة في اليمن وإفقاد المواطن قدرته على مقاومة سياسة التجويع التي تستهدف إعادته إلى أزمنة الفقر والجوع والتبعية للكهنوت.
وأكد المراقبون أن تركيز المنظمات الأممية على توزيع المساعدات الغذائية وخاصة الدقيق في القرى والمناطق الزراعية وبكميات كبيرة، بالتزامن مع رفع أسعار المشتقات النفطية وانعدامها وصعوبة الحصول عليها بعد استحواذ ميليشيا الحوثي على تجارة النفط، يشير إلى أن الطرفين ينفذان مخططات تستهدف الزراعة في اليمن وتعملان على تدمير ثقافة اليمنيين وارتباطهم التاريخي بالزراعة وتحويلهم من شعب منتج إلى شعب مستهلك.