جمال الحميري كما عرفته

جمال الحميري كما عرفته

د. طه حسين الهمداني


أول القول: حمداً لله على سلامتك دكتور جمال الحميري وسلامة ولدكم جهاد بعد تبرعك له بإحدى كليتيك. إنه موقف جليل تكمن عظمته في التضحية، واحتواء فلذة كبدك بكل هذا الفيض من العطاء والسخاء دون تردد، كما هو طبعكم المجبول بالطيبة والعطاء.

وهنا يمكن التأكيد بأن الرجال فعلاً تعرف في المواقف والصعاب، وتعرف بمقدار ما تقدمه من تضحيات عظيمة، على طريق مبادئها وقيمها.

الأخ العزيز الدكتور جمال الحميري، رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في جمهورية مصر العربية، واحد من أولئك الرجال الصادقين المخلصين الأوفياء، شعلة من نشاط وحيوية، لا يكل ولا يمل، حتى أكاد  أتذكر قول الشاعر العربي الجواهري ينطبق عليه:

يرقى الجبال مصاعب ترقى به

ويعاف للمتحدرين سهولا

قريب من الناس وأعضاء المؤتمر، دائم التفاعل مع قضاياهم، لا يتردد في خدمة من يلجأ إليه أو يقصده، دائم التفقد لأصدقائه يتابع أحوالهم وأخبارهم بشكل مستمر.

عرفته منذ سنوات، غير أنه في السنوات الأخيرة، وخلال إقامتي في مصر، تعمقت علاقتنا أكثر، تعرفت إليه عن قرب؛ وجدته شخصاً نقي السريرة، يمتلئ طيبة وأصالة، يظهر معدنه الأصيل في المواقف المختلفة مع من حوله.

قيادي تنظيمي من الطراز الرفيع، وقدوة حسنة للمؤتمريين في أهم دولة وأكثرها تواجداً؛ خصلتا  التواضع والبساطة تغمران محياه؛ يلقاك ببساطته المعهودة وخلقه الكريم، يحترم كل من حوله، يبادلهم مشاعر نبيلة وصلات مودة  متينة، قمة في الرقي والأدب.

حقيقة أن سفره إلى الهند لإجراء عملية لابنه تركت لنا، نحن زملاءه ومحبيه، فراغًا كبيرًا، افتقدناه رغم تواصلنا الدائم معه.

أكتب هذا بعد أن حمدنا الله واطمأنت نفوسنا على خروجه سالماً بفضل الله ورعايته هو وولده جهاد من غرفة العمليات في أحد مستشفيات المدن الهندية.

جمال: جبل من الأبوة الشامخة وعطاء لا حدود له، فمن يتبرع لابنه بإحدى كليتيه، هو مثال للأب الحنون والقدوة الصالحة.

سلمت أخي جمال، وسلم ولدكم، وأسأل الله  لكما الشفاء والمعافاة الدائمة لتعود إلينا مكللاً بفرح وسرور نجاح العملية الجراحية، ويعود نجلكم قرة والديه عزاً وفخراً وسنداً لكم.